سورة الهمزة - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الهمزة)


        


قوله تعالى {وَيْلٌ لكلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ} فيه أربعة تأويلات:
أحدها: أن الهمزة المغتاب، واللمزة العيّاب، قاله ابن عباس، ومنه قول زياد الأعجم:
تُدْلي بوُدّي إذا لاقيتني كَذِباً *** وإن أُغَيّبْ فأنْتَ الهامزُ اللُّمَزة
الثاني: أن الهمزة الذي يهمز الناس، واللمزة الذي يلمزهم بلسانه، قاله ابن زيد.
الثالث: أن الهمزة الذي يهمز في وجهه إذا أقبل، واللمزة الذي يلمزه من خلفه إذا أدبر، قاله أبو العالية، ومنه قول حسان:
همزتك فاخْتَضَعْتَ بذُلَّ نفْسٍ *** بقافيةٍ تأَجج كالشُّواظِ
الرابع: أن الهمزة الذي يعيب جهراً بيد أو لسان، واللمزة الذي يعيبهم سراً بعين أو حاجب، قاله عبد الملك بن هشام.
قال رؤبة:
في ظل عَصْرَيْ باطِلي وَلَمزِي ***..........................
واختلفوا فيمن نزلت فيه على خمسة أقاويل:
أحدها: في أُبي بن خلف، قاله عمار.
الثاني: في جميل بن عامر الجمحي، قاله مجاهد.
الثالث: في الأخنس بن شريق الثقفي، قاله السدي.
الرابع: في الوليد بن المغيرة، قاله ابن جريج.
الخامس: أنها مرسلة على العموم من غير تخصيص، وهو قول الأكثرين.
{الذي جَمَعَ مَالاً وعَدَّدَه} فيه اربعة أوجه:
أحدها: يعني أحصى عدده، قاله السدي.
الثاني: عددّ أنواع ماله، قاله مجاهد.
الثالث: لما يكفيه من الشين، قاله عكرمة.
الرابع: اتخذ ماله لمن يرثه من أولاده.
ويحتمل خامساً: أنه فاخر بعدده وكثرته.
{يَحْسَبُ أَنّ مالَه أَخْلَدَهُ} فيه وجهان:
أحدهما: يزيد في عمره، قال عكرمة.
الثاني: يمنعه من الموت، قال السدي.
ويحتمل ثالثاً: ينفعه بعد موته.
{كَلاَّ لَيُنبَذَنَّ في الحُطَمَةِ} وفيها ثلاثة أوجه:
أحدها: أنه اسم باب من أبواب جهنم، قاله ابن واقد، وقال الكلبي هو الباب السادس.
الثاني: أنه اسم درك من أدراك جهنم، وهو الدرك الرابع، قاله الضحاك.
الثالث: أنه اسم من أسماء جهنم، قاله ابن زيد.
وفي تسميتها بذلك وجهان:
أحدهما: لأنها تحطم ما أُلقي فيها، أي تكسره وتهده، ومنه قول الراجز:
إنا حَطْمنا بالقضيب مُصْعَبا *** يومَ كَسَرنا أَنْفَه ليَغْضَبا
{التي تَطّلِعُ على الأَفئدةِ} روى خالد بن أبي عمران عن النبي صلى الله عليه وسلم أن النار تأكل أهلها حتى إذا اطلعت على أفئدتهم انتهت، ثم إذا صدروا تعود، فذلك قوله {نار الله الموقدة، التي تطلع على الأفئدة} ويحتمل اطلاعها على الأفئدة وجهين:
أحدهما: لتحس بألم العذاب مع بقاء الحياة ببقائها.
الثاني: استدل بما في قلوبهم من آثار المعاصي وعقاب على قدر استحقاقهم لألم العذاب، وذلك بما استبقاه الله تعالى من الإمارات الدالة عليه.
{إنَّها عليهم مْؤْصَدَةٌ} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: مطبقة، قاله الحسن والضحاك.
الثاني: مغلقة بلغة قريش، يقولون آصد الباب إذا أغلقه، قاله مجاهد ومنه قول عبيد الله بن قيس الرقيات:
إن في القَصْر لو دَخَلنْا غَزالاً *** مُصْفقاً مُوصَداً عليه الحجابُ
الثالث: مسدودة الجوانب لا ينفتح منها جانب، قاله سعيد بن المسيب، وقال مقاتل بن سليمان: لا يدخلها روْح ولا يخرج منها غم.
{في عَمَدٍ مُمَدَّدةٍ} فيه خمسة أوجه:
أحدها: أنها موصدة بعمد ممددة، قاله ابن مسعود، وهي في قراءته {بعَمَدٍ ممدّدة}.
الثاني: أنهم معذبون فيها بعُمد محددة، قاله قتادة.
الثالث: أن العُمد الممدة الأغلال في أعناقهم، قاله ابن عباس.
الرابع: أنها قيود في أرجلهم، قاله أبو صالح.
الخامس: معناه في دهر ممدود، قاله أبو فاطمة.